خلق التوازن في العلاقة الحميمة و العلاقة الزوجية

484

- Advertisement -

حفيظة شفيق

من المعروف أن العلاقة الزوجية علاقة وطيدة بين الزوجين لكن قد يصيبها نوع من التوتر و الفتور و طبعا العلاقة الحميمة هي جزء مهم لا يتجزأ من العلاقة الزوجية و لذا يجب على الزوجين إحيائها و تشبيبها بين الفينة و الأخرى. وطبعا ، الزواج مثله مثل معظم العلاقات، تحتاج إلى رغبة متجددة من الطرفين فى الحفاظ عليها، وطاقة تستثمر فيها، وكأنه حساب فى بنك إنسانى يضعان فيه من الحب والعطاء وتحمل صعوبات العشرة و الزواج ، ومهما كان عطاء أحد الزوجين لن تكفي أبدا المساهمة الفردية ولا غير المتوازنة لكى تحافظ على الحساب ممتلئا، فمهما كان لدينا من عطاء سيأتى يوما نيئس فيه ونتوقف عنه إن لم يكن متبادلا. زهرة المغرب تقدم لكل من الطرفين خطوات توصلهما إلى التوازن في علاقتهما الزوجية.

تحديد الأولويات

حدّدي أولوياتك مع زوجك و حاولا أن تجدا دائما حلا وسطا يرضي كلا الطرفين بطريقة ذكية و نقاش و حوار بناء و هادف و تفادي النقاشات العقيمة التي لا تجدي و التي  تشعل فتيل السلبية و المشاحنة .

التنازل الإيجابي و التوافق بين الطرفين

غالبا ما يطالب احد الطرفين، الطرف الآخر بأفعال و أمور هو نفسه لا يريدها أو لا يستطيع تطبيقها و هنا تدخل الأنانية و المصلحة الشخصية من بابهما الواسع ما يصيب العلاقة بتصدع و رشخ لا تحمد عقباه و لذا يجب أن يكون التنازل من الطرفين و التوافق بينهما بما يرضي الله و يرضيهما و هذا يتطلّب مجهوداً من كلا الطرفين .

صحيح أن التنازل غير ممكن إن لم يكن أحد الطرفين مستعدّاً للتعاون، لكن على المرأة أن تحاول استعادة هدوئها و دعوة الزوج في ذلك الوقت لمناقشة الموضوع العالق بكل محبة و هدوء.

ففي الوقت الذي نطلب من الآخر التنازل و التغيير من أجلنا، من الضروري أن نكون نحن أيضا على استعداد لتغيير ذواتنا و التنازل عن بعض حقوقنا المشتركة و بعض المكتسبات للدفع بعجلة الحياة الزوجية للأمام.

تجنب التضحيات المستمرة:

حسب دراسة فرنسية تقول بان التضحيات من أجل الشريك هي سبب الشرخ في الحياة الزوجية الحميمة. فمع التضحيات الكثيرة يشعر الطرف المضحي بالغبن، أما المضحَّى لأجله فإنه بمضيّ الوقت تظهر عنده علامات التعجرف و الاستغلال. وبالتالي تصبح التضحية عبارة عن ابتزاز واستغلال.

في هذا السياق تقول المحللة النفسية إيزابيل فيليوزات: “لا حظوا معي عند أول مطب أو مشكلة بسيطة، نرى الشريكين يبدآن المحاسبة والمساءلة، وتظهر على الساحة عبارات “أنا قمت بكذا وكذا من أجلك، دائماً أنا أعتذر، أنا من ضحى بهذه وتلك.. إلخ”. ومن هنا تؤكد أنّ التضحيات ليست دليل ارتفاع في معدّل الحب، بل هي إنذار بمشكلة وخلل في الحياة الزوجية.

الحوار و التواصل المستمرين
غياب الحوار و التواصل قد يؤدي بالعلاقة الزوجية إلى طريق مسدود ، خصوصا في المواضيع التي تتعلق بالجنس باعتبارها من المواضيع الحساسة التي لا يمكن مناقشتها، و التحدث فيها علنا حتى مع الزوج أو الزوجة، فالعلاقة الجنسية من بين أكثر المواضيع التي من الضروري مناقشتها، للتعرف أكثر على ما يحبه الشريك أو الطرف الآخر و ما يرغب فيه، لخلق علاقة توافق و تناسق جسدي و جنسي قبل كل شيء.

 الإيجابية تساعد الطرفين لبذل مجهود أكثر

الإيجابية أو التفكير الإيجابي عنصر هام و حيوي في حياتنا يساعدنا كثيرا في إيجاد حلول لبعض مشاكلنا فمثلا إذا حصل جدال كبير بين المرأة و الرجل على أمرٍ ما و شعر كلاهما بالغضب من ذلك، فعلى المرأة أن تحاول أن تمتص الغضب و تجد حلّ وسط لأيّ نوع من المشكلات لكي لا تكبر الفجوة بينهما و تسوء العلاقة . فكما أن الإحساسات  والعواطف الإيجابية التي يشعر بها الإنسان نحو زوجه مثل الحماية والتعاطف والرحمة والشفقة والاحترام تؤثِّر على العلاقة إيجابا و كذلك المشاعر السلبية مثل الغضب واللوم والامتعاض أيضاً تؤثِّر على العلاقة سلبا و لذا فالإيجابية مفضلة و اساسية للحفاظ على توازن العلاقة الزوجية و الأسرية.

المساعدة و التعاون بين الطرفين

إذا كانت المرأة و الرجل يحبّان بعضهما كثيراً فلا شيء مستحيل بينهما على الإطلاق. حتّى إنّ تلك الأوقات الصعبة يمكن أن تتغيّر و ستُحلّ كلّ تلك المشكلات الصعبة التي فيها يحاول الطرفان إيجاد الحلول معاً.

فأساس العدل فى العلاقات أن يكيل الإنسان بمكيال واحد لا بمكيالين، و يثمن استثمار الطرف الآخر فى البيت من وقت وجهد ومساهمة مادية سواء كانت بالعمل داخل أو خارج البيت بنفس الدرجة و طبعا لن يتأتى ذلك إذا لم يكن هناك مساعدة و تعاون بين الطرفين،  و على الزوج و الزوجة أن لا يستسلما و أن يحاولا مساعدة بعضهما البعض قدر المستطاع ليتخطّيا كل العقبات و الظروف الصعبة فيدا في يد، و بالمساعدة و التعاون ينجحان في حياتهما و يواجهان الحياة بأريحية أكبر و هدوء أكثر.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ajleeonline.com