جميلة البزيوي
بعد قرار السلطات الجزائرية بطرد موظفين دبلوماسيين عاملين في السفارة الفرنسية بالجزائر، خرجت فرنسا لتلوح برد حازم ضد الجزائر، إذ ستعمل هي الأخرى على طرد 12 موظفا بالسفارة و القنصلية الجزائرية في فرنسا، و أنها ستستدعي سفيرها في الجزائر للتشاور. و في وقت سابق، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن بلاده مستعدة للدخول في مواجهة مع الجزائر ما لم تتراجع عن قرار طرد 12 موظّفا في السفارة الفرنسية، و دعاها إلى “اتخاذ تدابير” لإيجاد تسوية للأزمة. و كان بارو أعلن أمس الاثنين، أن الجزائر طلبت من الموظّفين الفرنسيين مغادرة أراضيها، مشيرا إلى أنّ هذا القرار جاء ردّا على توقيف ثلاثة جزائريين في فرنسا. و يعمل بعض هؤلاء الموظّفين الفرنسيين في وزارة الداخلية.
في حين دافعت السلطات الجزائرية عن قراراها “السيادي”، محمّلة وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو “المسؤولية الكاملة” عن هذا التوتر الجديد في العلاقات بين البلدين. كما أكدت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان أنها اتخذت قرارا باعتبار 12 من موظفي السفارة أشخاصا غير مرغوب فيهم إثر الاعتقال الاستعراضي و التشهيري، الذي قامت به أجهزة تابعة للداخلية الفرنسية في حق موظف قنصلي جزائري. و وصفت الإجراء الفرنسي بـ”المشين الذي لم يراع الأعراف و المواثيق الدبلوماسية”. يذكر أن هذه الأزمة كانت بدأت أواخر يوليو مع إعلان ماكرون دعمه لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء المغربية، التي تطالب جبهة بوليساريو باستقلالها منذ 50 عاما، فبادرت الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس. ثم تأزم الوضع بعد ذلك، خصوصا بسبب مسألة الهجرة و توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في الجزائر.
