حفيظة شفيق
تعد مرحة المراهقة من أصعب الفترات العمرية لدى الإنسان حيث كون المراهق يجد نفسه “ممزق” بين مرحلة الطفولة و هو ليس طفل و مرحلة الكهولة و هو ليس كهل و طبعا لا تعرف الأسر العربية عامة و المغربية خاصة كيف تتعامل مع أبنائها و بالتالي تواجه مشاكل كثيرة معهم و في احتوائهم. مجلة زهرة المغرب تعرفك سيدتي في هذا المقال كيفية احتواء العنف عند المراهقين.
يؤكد استشاريو الصحة النفسية، على ضرورة تفهم الآباء للمشاكل والتحولات النفسية و الجسدية و الهرمونية لأبنائهم و وعي متطلبات تلك المرحلة العُمرية الحرجة من حياتهم ، و خاصة الحرص على مصادقة أبنائهم المراهقين، و تعزيز تواصلهم معهم لمعرفة رغباتهم و ميولاتهم و توجهاتهم وما قد يجول في خاطرهم من أفكار و تقلبات للتوصل لأنسب المبادرات و الطرق للتعامل معهم و احتوائهم.
أيضا، يجب الحرص على عدم تحدي الآباء لأبنائهم المراهقين، و عدم حسم و إنهاء الخلافات و الحوارات معهم بالعنف و الصراخ و الصوت العالي…لأن هذه الطريقة لا تجدي و لا تأتي بنتيجة إيجابية بتاثا و خاصة أن من سمات المراهقين العناد و الرفض و الثورية ضد نمط العيش مثلا التقليدي أو “النمطي”…و السخط على أوضاعهم و طبعا يجب على الآباء البحث لإيجاد أرضية مرنة وسط لتفهمهم و التفاهم معهم و خاصة أن الاضطرابات النفسية التي يعيشونها لا تؤهلم لوزن الأمور و تقييمها كما يجب.
كذلك، ردات فعلهم العنيفة قد تكون ما هي إلا ردة فعل على تصرفات الآباء لأنهم يعنفونهم و يلقون عليهم باللوم دائما و انتقاذ تصرفاتهم و أعمالهم أو قد تكون ردة فعل لإثبات ذواتهم و رفض كل تصرف يلغي شخصيتهم و يهين ذكائهم و لذا على الآباء أن يتصرفوا مع ابنائهم بذكاء و حذر حتى تمر هذه المرحلة العمرية الحرجة بهدوء و سلام. طبعا هذا لا يعني أن الآباء سيرضخون لابتزاز أبنائهم كل ما طاب لهم ذلك، لكن يجب اختيار الوقت و المكان المناسبين للمحاسبة و المعاتبة لتفادي وقوع نفس الخطأ مرة أخرى.
و أنا أثمن ما أكده استشاريو الصحة النفسية و أقول كاستشارية أسرية أنه بالإضافة إلى ما قيل أنه لا بأس أن يعتذر الآباء من أبنائهم في حالة الخطأ أو العنف أو الغضب أولا لإعطائهم العبرة و النموذج الصحيح و ثانيا لتهدئتهم و احتوائهم و خاصة نفسيا لأن في هذه المرحة يكون الأبناء في أمس الحاجة إلى الآباء بإلإنصات إلى مشاكلهم و مساندتهم و حضورهم القوي و مرافقتهم بشكل مستمر و خاصة احتوائهم ماديا و نفسيا و عاطفيا أكثر من أي وقت و الله ولي التوفيق.