حفيظة شفيق
من المعروف جدا أن الفتيات المراهقات (و حتى الفتيان) تحت سن العشرين يواجهن عدة مشاكل و صراعات نفسية، و لذا بدأ علماء الاجتماع والمختصون في الطب النفسي والعقلي والاجتماعي في بعض الدول بالاهتمام بالحياة الشخصية لهذه الفئة العمرية ، كما أنهم بدأوا يبحثون اليوم في الفروقات بين الجنسين لما تكتسيه الظرفية من أهمية في المجتمع.
مجلة زهرة المغرب تعرفك على بعض الأوجه لمشاكل الفتيات و حلها.
في الماضي، كان التكيف مع المجتمع و المنظومة المدرسية أبرز مشكلة تواجه الفتيات المراهقات، بحيث
كان التفكير في النجاح المدرسي دافعهن الرئيسي، لكن اليوم حسب بعض الباحثين و المختصين الذين يستقبلون العديد من الفتيات يوميا، يفيدون بأن صراعات داخلية جديدة أصبحت تهدد استقرار الفتيات في عمر المراهقة.
كيف ذلك ؟
يلاحظ المعالجون النفسانيون بأن تطور أجساد الفتيات أصبح سريعا جدا، حيث بدأت مظاهر البلوغ تظهر عليهن وهنّ في الصف الرابع أو الخامس أو السادس الابتدائي، فتراهن لا يلعبن مع أن اللعب مهم في هذه الفترة و يصبحن يتصرفن كالبالغات بسرعة، و يظهر ذلك في سلوكياتهن، و طبعا هذا النمو يخلق فرق واضح بين نمو جسدهن السريع وعدم نضجهن الفكري. بالإضافة إلى أنهن يعانين في هذه المرحلة من بعض الاضطرابات العاطفية و الغذائية و من القلق بسبب خوفهن من الانفصال عن آبائهن ما أصبح يشغل المختصين، بل و يثير قلقهم.
ما الحل؟
في هذه الحالة، أهم شيء يبدأ من الأسرة و من الحوار بين الآباء و بناتهن إذ في غياب هذا الأخير تلتجأ الفتيات إلى بدائل يعوضها غياب الأهل و الآباء و قد تجد ضالتها في بعض العلاقات المشبوهة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو الأنترنت أو الهاتف أو أي طريقة أخرى تجدها متاحة و تعرفون طبعا ما قد ينتج عن ذلك من كوارث تهز الأسر و تحد من طموحات كثير من الفتيات بل و قد تدمر مستقبلهن.
إذن، على اللآباء و أولياء الأمور أن ينتبهوا إلى بناتهم و أبنائهم بصفة عامة و أن لا يقطعوا معهم حبل الحوار و التحاور حتى يوصلهم إلى بر الأمان و يضمنوا لهم مستقبل زاهر و مشرق.