الرياض، المملكة العربية السعودية، 29 سبتمبر 2024:
بينما تحتفي المملكة العربية السعودية و المجتمع العالمي بالشهر العالمي للزهايمر في سبتمبر، ينصب التركيز على معالجة الانتشار المتزايد لمرض الزهايمر في المملكة، إذ بحسب وزارة الصحة السعودية فإنه من المتوقع أن ترتفع حالات الإصابة بمرض الزهايمر بشكل ملحوظ مستقبلاً، الأمر الذي يتطلب تطوير عاجل لإطار عمل عالمي للعلاجات الجديدة، و التعاون الوثيق مع جميع المعنيين سواء كانوا من المرضى أو مختصي الرعاية الصحية أو الجهات المنظمة لصناعة الأدوية، و ذلك لضمان التعامل مع التحديات من خلال مقاربة تشاركية.
يصيب مرض الزهايمر ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، و وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص ممن يعانون من الخرف إلى 139 مليوناً بحلول العام 2050، و بمناسبة الشهر العالمي للزهايمر، توضح الدكتورة غابرييل والكوت بيدو، مساعد العميد للشؤون الأكاديمية و الطلابية و الأستاذ المشارك من قسم علم وظائف الأعضاء و علم الأعصاب و العلوم السلوكية في جامعة سانت جورج، أهمية فهم هذا المرض العصبي التنكسي و أهم التدابير الوقائية المتعلقة به.
حقائق عن مرض الزهايمر
يسبب مرض الزهايمر تدهوراً بطيئاً في الذاكرة، و يزداد سوءاً بمرور الوقت مما يؤدي إلى تلف خلايا المخ تدريجياً. و يحدث هذا بسبب تراكم بروتينات غير طبيعية، و لكن المصابين بمرض الزهايمر قد يعيشون لأكثر من عشر سنوات دون أعراض واضحة. و عند موت خلايا الدماغ، يهاجم المرض منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، لذلك فإن فقدان الذاكرة، و خاصة الذكريات الأخيرة، هي أولى الأعراض المبكرة في الغالب.
مشكلة صحية عالمية
يعد مرض الزهايمر أكثر شيوعاً مما يتوقع الكثيرون، فهو مسؤول عن نسبة تصل إلى 80% من إجمالي حالات الخرف لدى كبار السن، و يؤثر على أكثر من 50 مليون شخص في العالم. و تقدّر وزارة الصحة السعودية عدد المصابين بالزهايمر في المملكة بحوالي 130 ألف شخص، إلا أن الوعي بأهمية الكشف المبكر و الرعاية ما يزال محدوداً.
الأسباب و الوقاية
رغم إجراء الكثير من الدراسات و الأبحاث المكثفة، ما يزال السبب الدقيق لمرض الزهايمر غير مفهوم تماماً، و لكن العلماء يعتقدون بأن هناك احتمالاً بأن المرض ينتج عن مجموعة من العوامل الوراثية و البيئية بالإضافة إلى أسلوب الحياة. و قد سلّطت العديد من الدراسات الضوء على دور نمط الحياة الصحي في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر أو تأخير ظهوره مثل:
- النظام الغذائي الصحي:
- تلعب التغذية دوراً مهماً في صحة الدماغ، و قد يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه و المكسرات و الألياف في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
- النشاط البدني:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مفيدة للجسم و الدماغ على حد سواء، حيث يمكن أن تساعد الأنشطة مثل المشي أو السباحة أو اليوجا في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية و تقليل خطر فقدان الذاكرة.
- التفاعل و التواصل الاجتماعي:
- البقاء على تواصل مستمر مع الآخرين من خلال التفاعلات الاجتماعية الإيجابية يفيد صحة الدماغ، فالنشاط الاجتماعي يمكن أن يساعد في حماية الدماغ من خطر الإصابة بمرض الزهايمر سواء عبر قضاء الوقت مع الأسرة أو الانضمام إلى نادٍ محلي أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
يبقى مرض الزهايمر مشكلة صحية حرجة على الصعيد العالمي و في المملكة العربية السعودية، و تواصل المملكة التعاون و دعم الجهود الدولية لتحسين مستوى الرعاية و زيادة الوعي و تطوير البحث حول هذا المرض كجزء من مبادراتها المتزامنة مع الشهر العالمي للزهايمر.