
حفيظة شفيق
في يوم الخميس 3 ذو القعدة 1395 الموافق ل6 نوفمبر 1975 ، نظم الملك الراحل الحسن الثاني مسيرة سلمية كبيرة ، المسيرة الخضراء لوضع حد للاستعمار الإسباني للأراضي المغربية و احتجاجا على احتلاله لأقاليمها الصحراوية الجنوبية و الضغط عليه لاسترجاعها وإجباره على الانسحاب منها . و قد شارك في المسيرة الخضراء 350 ألف مغربية و مغربي من بينهم 10 في المائة من النساء ، من جميع مناطق المغرب ، برهنوا على حس عالي و رفيع من الوطنية و الانتماء للوطن، إضافة إلى مشاركة بعض الوفود من بعض الدول كالإمارات، قطر، السنغال، المملكة العربية السعودية، الأردن، سلطنة عمان، السودان، والغابون…و كان اختيار الملك الحسن الثاني لعدد المشاركين المغاربة يساوي عدد الولادات بالمغرب آنذاك.
و مباشرة بعد فتح العديد من المكاتب والمناطق لتلقي طلبات المتطوعين للمشاركة في المسيرة الخضراء، وعلى مدار اثنا عشر يوما ، عملت دون انقطاع عشرة قطارات يوميًا لنقل المتطوعين إلى مراكش ، ثم إلى أكادير ثم إلى ضواحي طرفاية و قد استجاب الآلاف لنداء الملك و الوطن من المتطوعين الشباب و الكهول و النساء ، يحملون المصاحف وأعلام المغرب و قد انطلقت “المسيرة الخضراء” في 5 من نوفمبر/تشرين الثاني باتجاه الصحراء و كانت انطلاقة لافتة للنظر و مبهرة بمعنى الكلمة من مدينة طرفاية نحو الصحراء المغربية.
عبرت المسيرة الخضراء حدود الصحراء بقدر كبير من النظام و الانتظام والتنظيم اللوجستيكي والدقة ، ما أثار ردود فعل محلية و دولية إيجابية هائلة أدخلت المسيرة التاريخ من بابه الواسع.
بعد نجاح المسيرة الخضراء على المستوى الوطني و العالمي ، ودخول المتطوعين المغاربة إلى الأراضي الصحراوية المغربية، اضطر الإسبانيون إلى إعلان خسارتهم و انسحابهم بهدوء من الصحراء المغربية.
و بعد إعلان الملك الحسن الثاني عن نجاح المسيرة الخضراء في 9 التاسع من نونبر 1975 ، عاد المشاركون بالزغاريد و الأهازيج منتصرين إلى نقطة الانطلاق مدينة طرفاية

تعتبر اليوم المسيرة الخضراء حدثا تاريخيا هاما في تاريخ المغرب المعاصر و أكبر مسيرة سلمية في التاريخ مكنت من تحرير الأقاليم الجنوبية للمغرب كما أصبحت رمزا للوطنية و العطاء و الذكاء السياسي و التضحية و التحام الشعب المغربي بوطنه من طنجة إلى لكويرة و تشبثه بأصوله و ملوكه و حقوقه.