ادريس بن ابراهيم – مكتب إسبانيا
لم تنته الجائحة بعد ، ولازالت إسبانيا تراقب الوضع بحذر رغم بدء عودة الحياة التجارية والطبيعية بشكل تدريجي .
إسبانيا تضررت بشكل مروع من حيث الإصابات وعدد الوفيات لكنها استطاعت أن تتجاوز المحنة بفضل يقظة المواطنين ، وهنا أفتح القوس للحديث عن أحوال الجالية المغربية في إسبانيا في عز انتشار كوفيد 19 وكيف قاومت الحالة وماذا عن الإشاعات التي كانت تخبط خبط العشواء في مسألة إحراق جثث المسلمين ومنهم المغاربة ، وهل فعلا عاشت الجالية المغربية هنا أياما عصيبة وأحست بالعزلة والتهميش من قبل المؤسسات الدبلوماسية المغربية. هذه الأسئلة كان لابد للإجابة عنها و ربط الاتصال بجمعيات المجتمع المدني بإسبانيا والتواصل مع مهاجرين مغاربة عاشوا الكارثة من الداخل حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود من الحقيقة ، وكانت لنا الردود الشافية الخالية من كل المزايدات باعتبار أن هؤلاء هم شهود على العصر والحدث وليست لنا غايات من تزييف حقائق كتب عنها التاريخ قبلنا .
السلك الدبلوماسي المغربي المعتمد بإسبانيا وقف وقفة رجل واحد ، يقول أحد رؤساء الجمعيات السيد ( م. س) الذي واكب عملية التتبع الدبلوماسي من خلال جهود السيدة سفيرة المملكة المغربية كريمة بنيعيش التي صرحت في لقاءات خاصة أثناء الحجر الصحي أن خلية الأزمة التي أنشئت عقب تفشي وباء كورونا باسبانيا والمكونة من السفارة والقنصليات المغربية الموجودة في مختلف الجهات الإسبانية ، تواصل عملها باستمرار لمواكبة الجالية المغربية.
وأضافت بنيعيش أن طاقم السفارة والقنصليات مازال يواصل عمله كل يوم ليستجيب لحاجيات الجالية والطلبة المغاربة في ظرف عصيب نمر به جميعا ، مشيدة بالوعي الذي أبان عنه أفراد الجالية المغربية في التعاطي مع الأزمة من حيث احترام التعليمات والإرشادات الصادرة عن السلطات الإسبانية ، وكذا في الاتصال الدائم بالسفارة للتأكد من صحة الأخبار المتداولة في أوساط الجالية عن الوباء أو طلبا للمساعدة الاجتماعية في بعض الحالات.
وأكدت السفيرة على الدور الذي تقوم به الجمعيات المغربية في اسبانيا ونخبة من خيرة الأطر المغربية المقيمة بإسبانيا في نشر التوعية وقيم التضامن عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي ، وهي القيم التي تميز المغاربة في الداخل والخارج.
وعن هذا الدور المجتمعي المتميز لأفراد جاليتنا المغربية بإسبانيا تفاجأت الحكومة الإسبانية بالتضامن غير المنتظر الذي أبانت عنه جمعيات مغربية بإسبانيا يؤكد أن الشعب المغربي الذي نجح في احتواء أزمة كورونا بالمغرب له نظير بإسبانيا واكب الجائحة بتضامن قوي يؤكد الانسجام والحب بين الشعبين ويعطي إشارة قوية على أن الجالية المغربية في إسبانيا تحرص على أن تظل العلاقة بين الشعب المغربي والإسباني متماسكة تاريخيا وسياسيا ودبلوماسيا ومجتمعيا ، وهذا ما دفع ديوان السيد رئيس الحكومة الإسبانية الى تقديم الشكر والتقدير لجمعية “خالتو عزيزة” التي تعتبر نموذجا حيا متميزا في العمل الإنساني والتضامني لما قدمته خلال أزمة الجائحة للطبقات المعوزة والهشة والتي تزامنت مع شهر رمضان شهر الرحمة والتكافل ، حيث دأبت هذه الجمعية وجمعيات أخرى الى تخصيص مساعدات عينية لفائدة المتضررين من أزمة كورونا وبعض العالقين الذين كانوا في وضعية صعبة .
وما يسعنا إلا أن نرفع قبعة الشكر والتميز لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بإسبانيا وكل الجمعيات الإنسانية والخيرية والى الأبناك المغربية في شخص البنك الشعبي الذي لازم أعضاء الجالية المغربية في كل المدن الإسبانية وقدم الدعم المناسب الذي يدخل في أنشطة أعمالهم الموازية .