جميلة البزيوي
في خطوة أثارت الجدل و أعادت رسم علامات الاستفهام حول توجهات الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن: “لا أحد سيُجبر على مغادرة غزة”، و هو ما يبدو متناقضا مع مواقفه السابقة التي ألمح فيها إلى إمكانية تهجير سكان القطاع كجزء من تسوية سياسية. هذا التراجع، إذا كان كذلك، يفتح الباب أمام تساؤلات أساسية: “هل هو تحول حقيقي في الموقف الأميركي، أم مجرد تكتيك سياسي يندرج ضمن مناورات ترامب المعتادة للحصول على تنازلات أكبر من الأطراف الفاعلة؟ و هل يتماشى هذا التوجه مع الرؤية الإسرائيلية و الإقليمية أم أنه يعكس تباينات بين الحلفاء؟”. لم تنتظر القاهرة طويلا للرد على تصريحات ترامب، حيث أصدرت الخارجية المصرية بيانا شددت فيه على أهمية “البناء على هذا التوجه الإيجابي” لدفع جهود إحلال السلام.
كما أكدت على ضرورة التعامل مع أي مبادرة أميركية جديدة تأخذ في الاعتبار “التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”. بالتزامن مع ذلك، اجتمع وزراء خارجية مصر و السعودية و الأردن و قطر و الإمارات في الدوحة، حيث ناقشوا مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. الاجتماع عكس تزايد الاهتمام العربي بإدارة الملف الفلسطيني وفق رؤية تتماشى مع المصالح الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بمستقبل حركة حماس و دورها في المعادلة السياسية.
