شيماء علي
أثارت حملة عنصرية استهدفت تعيين ليلى إدريس الحاج محمد، المغربية الأصل و المولودة في مدينة مليلية، كعميدة للشرطة الوطنية في مدينة خاين الإسبانية، موجة جدل واسعة. و حسب وسائل إعلام محلية ، فإن ليلى أصبحت ضحية لحملة كراهية يقودها بعض الإسبان الرافضين لتعيينها في هذا المنصب الأمني الرفيع، على الرغم من أنها تحمل الجنسية الإسبانية منذ ولادتها. و كشفت مصادر إعلامية أن هذه الحملة تضمنت تهديدات و رسائل عنصرية نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها منشور جاء فيه: “قادتكم أيضاً خونة و سيُحاكمون عندما يحين الوقت، أيها المرتزقة الجرذان”.
ليلى إدريس، التي تبلغ من العمر 54 عاماً، تُعد أول امرأة مسلمة من أصول مغربية تتولى منصباً أمنياً رفيعاً داخل جهاز الشرطة الإسباني، تمتلك مسيرة مهنية تمتد لأكثر من 30 عاماً، شغلت خلالها مناصب بارزة، منها مسؤولية وحدة التنسيق الإسبانية في بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي، و عملت كملحقة داخلية في السفارة الإسبانية بالرباط بين عامي 2013 و2017 . تولت ليلى مهام متعددة، منها مسؤولية وحدة مكافحة المخدرات و الجريمة المنظمة بجزر الكناري، و رئاسة أقسام شرطية في غرناطة وكان لها دور فعال في قيادة الشرطة في أندوجار وخاين. كما تم تكريمها بوسام الاستحقاق المدني من وزارة الخارجية الإسبانية تقديراً لخدماتها المتميزة. في تصريحات سابقة، قالت ليلى: “في أكاديمية الشرطة عام 1995، تعلمت أن دور الشرطة لا يقتصر على تطبيق القانون فقط، بل يشمل خدمة الناس و الوقوف بجانبهم في أوقات الشدة والدفاع عن حقوقهم الأساسية”. هذا و تفتح السلطات الإسبانية تحقيقاً في حملة الكراهية التي تستهدف ليلى الحاج محمد، وسط دعوات واسعة لإدانة العنصرية و حماية الكفاءات النسائية في المناصب الأمنية.
