جميلة البزيوي
قال الملك محمد السادس عشية اليوم الجمعة بالرباط، في خطاب خلال افتتاحه الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، ” عملنا لسنوات، بكل عزم و تأنٍ، و برؤية واضحة، و استعملنا كل الوسائل و الإمكانات المتاحة، للتعريف بعدالة موقف بلادنا، و بحقوقنا التاريخية و المشروعة في صحرائنا، و ذلك رغم سياق دولي صعب و معقد”. و أردف العاهل المغربي، “اليوم ظهر الحق، و الحمد لله، و الحق يعلو و لا يعلى عليه، و القضايا العادلة تنتصر دائما”، مستشهدا بالآية 81 من سورة الإسراء. و ثمن الملك اعتراف الجمهورية الفرنسية بسيادة المغرب على كامل تراب الصحراء، و دعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
و وجه الملك باسمه شخصيا، و باسم الشعب المغربي، “بأصدق عبارات الشكر و الامتنان، لفرنسا و لفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، على هذا الدعم الصريح لمغربية الصحراء”، مسجلا إلى أن هذا التطور الإيجابي، ينتصر للحق و الشرعية، و يعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، و فاعل مؤثر في الساحة الدولية. و أوضح الملك أن فرنسا تعرف جيدا، حقيقة و خلفيات هذا النزاع الإقليمي، لافتا إلى أن ذلك يأتي لدعم الجهود المبذولة، في إطار الأمم المتحدة، لإرساء أسس مسار سياسي، يفضي إلى حل نهائي لهذه القضية، في إطار السيادة المغربية. و أكد العاهل المغربي أن الموقف الفرنسي يندرج في إطار الدينامية الإيجابية، التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية، و التي ترتكز على ترسيخ سيادة المغرب على ترابه، و على توسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.
و أردف: “هكذا، فقد تمكنا، و الحمد لله، من كسب اعتراف دول وازنة، و دائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا، كما نعتز أيضا بمواقف الدول العربية و الإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح و التزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون و الداخلة”. و ذكر الملك بموقف مدريد، لافتا إلى “أن إسبانيا الصديقة، التي تعرف خبايا هذا الملف، موقفها له دلالات سياسية و تاريخية عميقة، إضافة إلى أغلبية دول الاتحاد الأوروبي”.