دبي، الإمارات العربية المتحدة، 26 سبتمبر 2024:
يصيب مرض الزهايمر ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص ممن يعانون من الخرف إلى 139 مليوناً بحلول العام 2050، وبمناسبة الشهر العالمي للزهايمر، توضح الدكتورة غابرييل والكوت بيدو، مساعد العميد للشؤون الأكاديمية والطلابية والأستاذ المشارك من قسم علم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب والعلوم السلوكية في جامعة سانت جورج، أهمية فهم هذا المرض العصبي التنكسي وأهم التدابير الوقائية المتعلقة به.
حقائق عن مرض الزهايمر
يسبب مرض الزهايمر تدهوراً بطيئاً في الذاكرة، ويزداد سوءاً بمرور الوقت مما يؤدي إلى تلف خلايا المخ تدريجياً. ويحدث هذا بسبب تراكم بروتينات غير طبيعية، ولكن المصابين بمرض الزهايمر قد يعيشون لأكثر من عشر سنوات دون أعراض واضحة. وعند موت خلايا الدماغ، يهاجم المرض منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، لذلك فإن فقدان الذاكرة، وخاصة الذكريات الأخيرة، هي أولى الأعراض المبكرة في الغالب.
مشكلة صحية عالمية
يعد مرض الزهايمر أكثر شيوعاً مما يتوقع الكثيرون، فهو مسؤول عن نسبة تصل إلى 80% من إجمالي حالات الخرف لدى كبار السن، ويؤثر على أكثر من 50 مليون شخص في العالم. وقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها لانسيت للصحة العامة أن دولة الإمارات ودول الخليج الأخرى مرشحة لتسجيل واحدة من أكبر نسب الزيادة في حالات الخرف عالمياً على مدار السنوات الثلاثين المقبلة. وبحلول العام 2050، يتوقع أن تشهد دولة الإمارات زيادة هائلة بواقع 1,795% في حالات الخرف، بينما يتوقع أن تسجل دول الخليج الأخرى ارتفاعاً ضخماً، ومنها قطر والبحرين بنسبة 1,926% و1,084% على الترتيب.
الأسباب و الوقاية
رغم إجراء الكثير من الدراسات والأبحاث المكثفة، ما يزال السبب الدقيق لمرض الزهايمر غير مفهوم تماماً، ولكن العلماء يعتقدون بأن هناك احتمالاً بأن المرض ينتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية بالإضافة إلى أسلوب الحياة. وقد سلّطت العديد من الدراسات الضوء على دور نمط الحياة الصحي في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر أو تأخير ظهوره مثل:
- النظام الغذائي الصحي:
- تلعب التغذية دوراً مهماً في صحة الدماغ، وقد يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والمكسرات والألياف في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
- النشاط البدني:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مفيدة للجسم والدماغ على حد سواء، حيث يمكن أن تساعد الأنشطة مثل المشي أو السباحة أو اليوجا في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية وتقليل خطر فقدان الذاكرة.
- التفاعل و التواصل الاجتماعي:
- البقاء على تواصل مستمر مع الآخرين من خلال التفاعلات الاجتماعية الإيجابية يفيد صحة الدماغ، فالنشاط الاجتماعي يمكن أن يساعد في حماية الدماغ من خطر الإصابة بمرض الزهايمر سواء عبر قضاء الوقت مع الأسرة أو الانضمام إلى نادٍ محلي أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
يبقى مرض الزهايمر مشكلة صحية حرجة على الصعيد العالمي و في المنطقة، و تواصل دول المنطقة التعاون و دعم الجهود الدولية لتحسين مستوى الرعاية و زيادة الوعي و تطوير البحث حول هذا المرض كجزء من مبادراتها المتزامنة مع الشهر العالمي للزهايمر.