زهرة المغرب
في حوار صاحب الجلالة مع جريدة لوفيغارو الفرنسية سنة 2005، تحدث الجالس عن العرش عن أسرته، و ضمنها والدته، حيث قال:” أنا شديد الارتباط بوالدتي و شقيقي و شقيقاتي الثلاث.. أنا نفسي نصفي أمازيغي، و سيكون إذن من قبيل التنكر لجزء من ثقافتي و أصولي إن لم أفعل ذلك، أنا مع الأسف لا أتحدث بالأمازيغية لأنها لم تكن ضمن المقرر الدراسي الذي لقنته، و لكن بودي أن أتمكن من إيجاد الوقت الكافي لتعلمها، إن المغرب هو مزيج من الثقافات”. سيدة الظل، لطيفة أمحزون، والدة الملك محمد السادس، لا يعرف عنها المغاربة الشيء الكثير، و لا وجود لصور لها إلا القليل على غرار باقي أميرات القصر، و الصورة الوحيدة التي ظهرت فيها كانت خلال حفل زفاف ابنتها لالة حسناء، حيث كانت تتطلع إلى وجه ابنتها العروس و بالتالي لم يظهر وجهها بشكل كامل .
الأميرة للا لطيفة أمحزون، هي أمازيغية، تنحدر من منطقة زايان الأمازيغية و هي بنت أحد كبار شيوخ قبيلة زايان. اسمها الحقيقي هو فاطمة حمو، و هي ابنة موحا أوحمو الزياني أحد كبار رجال المقاومة في قبيلة زايان الأمازيغية، تزوجت من الحسن الثاني في عام 1961، و اختار لها اسم لطيفة، و هي أم أولاده الخمسة. و على الرغم من أنها زوجة الملك و والدة وريث العرش إلا إنها بقيت في الظل و لم تكن لها مهاما رسمية و عرفت بلقب أم الأمراء، و كان لقبها داخل القصر “لالة أم سيدي”. و حسب المعطيات المتوفرة، أنها كانت سيدة كتومة و حريصة على البقاء في الظل، و ظلت تعيش بعد وفاة الحسن الثاني بين طريق النخيل بمراكش و”نويي” في باريس. و شكلت وفاة الحسن الثاني صيف 1999بداية لخروج اسم أم الملك للتداول، و تم الأمر بشكل تدريجي مقتصرا في البدء على بعض الإشارات في الصحف المستقلة.
و هو الأمر الذي لم يلق أي معارضة من قبل القصر، و تكرر الأمر في العديد من المناسبات التي خصصت فيها الصحافة صفحات للحديث عن حياة الأمراء و الأميرات، و كانت المناسبة الأولى التي تردد فيها اسم للا لطيفة على نطاق واسع قد اقترنت بغيابها عن صورة جماعية للأسرة الملكية. و الصورة الوحيدة التي نشرت لوالدة الملك كانت بمناسبة زواج الأميرة للا حسناء، و فيها تظهر الأميرة الأم جالسة إلى جانب الأميرة للا أسماء و تتوسط الأميرتين للا مريم و للا حسناء، و فيها أيضا بدا ولي العهد آنذاك واقفا في اليسار.