المراهقة المتأخرة لدى الرجل… حالة عابرة أم ظاهرة خطيرة؟ -1-

283

- Advertisement -

حفيظة شفيق

تشتكي كثير من السيدات من بعض تصرفات أزواجهن و يقلن “زوجي يعيش مراهقة متأخرة” شكوى قد تدمر و تقتل الحياة الزوجية و الأسرية.  فما تفسير هذه الظاهرة، أسبابها و سبل علاجها؟ مجلة زهرة المغرب تكسر حاجز الصمت في محاولة للإجابة على هذا السؤال و التعرف على الظاهرة عن قرب والبحث عن حقيقتها.

 تفسير ظاهرة المراهقة المتأخرة

المراهقة المتأخرة عند الرجل ظاهرة اجتماعية خطيرة شائعة في العالم العربي ، لكن مع الأسف يعتبرها البعض مجرد حالة عابرة أو ممارسة شاذة لحالات فردية قليلة ، إلا أن هذه الرؤية خاطئة و ليست صائبة ما يسبب تجاهل ظاهرة خطيرة تمر بها العديد من الأسر و تعيش آثارها السلبية من مشاكل و تفكك و أزمات نفسية…

طبعا في غياب ثقافة اللجوء إلى المختص في العلاقات الزوجية أو المستشار الزوجي و الأسري و النفسي أو المختص في علم النفس و علم الاجتماع  ، عانت و تعاني العديد من الأسر من هذه الظاهرة دون القدرة على استيعابها و ضبطها أو امتلاك الأدوات و الوسائل لتفاديها أو مواجهتها واحتواءها.

و كما هو معروف فخلال عمر الإنسان او دورة حياته ، ينتقل تدريجيا من الطفولة إلى المراهقة ثم إلى الشباب وأخيراً إلى الشيخوخة، و قد تمر هذه المراحل عند البعض هادئة و بدون مشاكل و تمر عند البعض الآخر بصراعات  و تقلبات و تغييرات و مشاكل كثيرة و خاصة في آخر مرحلة الشباب و بداية الشيخوخة اي في مرحلة منتصف العمر التي يرجح الخبراء بداية ظهورها فوق الأربعين سنة بحيث أن عدد كبير من الناس و خصوصا الرجال لا يقبلون التغييرات الفيزيائية أو الفيزيولوجية التي تطرأ عليهم من أعراض التقدم في العمر مثل الشعر الأبيض، سقوط الشعر،  انخفاض هرمون الذكورة الذي يسيء المزاج ، التجاعيد، آلام المفاصل ، ضعف البصر، ضعف الجاذبية، عدم الاحساس بالأمان و الثقة بالنفس و الخوف من المستقبل…

و قد أشار القرآن الكريم إلى مرحلة منتصف العمر بقوله تعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”. وقد اعتبر العلماء أن هذه الآية الكريمة تشير إلى أن هذه المرحلة من عمر الإنسان تحكم على ما تبقى من حياته أي أنها مرحلة حاسمة في إصلاح الذات و تقويم اعوجاجها فيما تبقى من العمر.

أعراض الظاهرة:

ـ عدم الرضا و السخط و التذمر من نمط العيش و من الحياة و الرغبة بالقيام بشيء مختلف تماماً.
ـ الشك في القرارات التي اتخذها في السنوات الماضية ومدى صحتها.
ـ الإنهاك وكثرة الشرود مع أحلام اليقظة.
ـ الحدة والغضب المفاجئ.
ـ زيادة مفرطة أو تراجع حاد في الرغبة الجنسية.
ـ الانجذاب للفتيات الصغيرات.
ـ زيادة كبيرة أو تراجع حاد في الطموحات.

مظاهر الظاهرة و الممارسات الأكثر شيوعاً

ـ محاولة تجديد الشباب: التمرد على الشعر الأبيض، والتمسك بالطابع الشبابي في المظهر والملابس و اقتناء أكسوارات شبابية او سيارة شبابية…

  • تقليد الشباب في الملبس و المظهر و التصرفات….
    ـ محاولة تجديد المشاعر: البحث عن امرأة أخرى أو زوجة ثانية صغيره يشعر معها بأنه مرغوب وتشعر هي أنها منبهرة بحديثه ونجاحه وخبرته في الحياة.
    ـ ارتكاب أخطاء لاتتناسب مع ملامح الوقار كالشات و تصفح المواقع الغير اللائقة.
    ـ في الغرب قد يتجه الرجل إلى مقاعد الدراسة من جديد لينال درجة علمية فيجمع بين رغبته باستعادة إحساس الشباب والقدرة على العطاء وبين الارتقاء بمكانته في العمل.
    ـ  يمكن حدوث مشاكل تؤدي إلى قرارات خاطئة و طلاق متسرع  مع ندم دائم .


    مدة أزمة “المراهقة المتأخرة”؟
    من الصعب تحديد توقيت زمني لانتهاء الأزمة بالرغم من أن أغلب الدراسات تشير إلى أنها تمتد من 3 إلى 5 سنوات.

العلاج الشخصي

ـ الاعتراف والقبول بالتغيرات الطبيعية التي طرأت عليك، لابأس من التعبير عن مشاعرك والإفصاح عن مخاوفك لأسرتك وأصدقائك.
ـ التخلص من الارتباطات الغير هامة والتي تثقل كاهلك بواسطة ترتيب الأولويات لتفادي الضغوطات والتوتر.
ـ توظيف نضج شخصيتك وتوسيع آفاقك بمحاولة التعرف على آراء جديدة واستيعاب وجهات نظر مختلفة وثقافات متعددة.
ـ استعادة أصدقاء الدراسة فهم غالباً يمرون بنفس الحالة والحاجة.

دور الزوجة  “الصديقة” في إنعاش العلاقة الزوجية

الزوجة الصديقة هي المنقذ لزوجها من أزمة منتصف العمر، وحتى يتحقق لها ذلك عليها:
ـ الارتباط بعلاقة صداقة وثيقة مع الزوج وعدم الانشغال منذ وقت مبكر بالأطفال حتى لايتراكم التباعد فيعتاد الزوج انشغالها عنه وانشغاله عنها بأمور أخرى أو اهتمامات لاتكون هي طرف فيها.
ـ أن لاتنتقده ولاتسخر منه بل تكثر من الإطراء على مظهره وتعبر عن حبها وإعجابها به كما تمنحه ما يحتاجه المراهق من حب ورومانسية ومغامرة.
ـ أن تشعره بأهميته وتبحث عن التغيير والتجديد ومشاركته في هواياته.
ـ أن تدرك أن آخر ما يود أن يستمع إليه هو الحكم والمواعظ.
ـ إضافة بهارات جديدة للحياة وكسر الروتين بدعوته للعشاء في مطعم جديد، القيام برحلة، تغيير أثاث المنزل.
ـ أن تدرك أن الإنسان يحق له أن يبحث عن السعادة مهما تقدم به العمر.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ajleeonline.com