خليفة مزضوضي – مراكش
السياسة: هو علم المراوغة والمكر للحصول على مكاسب ، الرابح فيه هم حيتان اللعبة القذرة ، والخاسر هم جموع الشعب ، لذا يمكن القول بأن السياسة حرفة والوطن رسالة ، والسياسة دهاء والوطنية إخلاص ، والسياسة دراسة والوطنية فطرة ، والسياسة اجتهاد والوطنية جهاد ، والسياسة تطوع والوطنية واجب ، وأخيراً السياسة منصب والوطنية نصُبْ تذكاري ، وقال فيها عظماء وقادة أقوالٌ مأثورة :
* السياسة فن السفالة الأنيقة ( أنيس منصور )
* السياسة فن الخداع تجد لها ميداناً واسعاً في العقول الضعيفة ( فولتير)
* في السياسة إذا كنت لا تستطيع إقناعهم فحاول أن تسبب لهم الإرتباك ( ترومان )
* السياسة فن الخباثة يكون فيه من الضروري الضرب تحت الحزام ( شارل ديغول) .
وأتساءل على الدوام وبمرارة و يأس وإحباط وأحياناً تصل إلى بكاء ،بكاءالرجل الصامت على وطنه المستباح ، بآلام مغترب جذوره في افريقيا واوراقه في اسيا وثماره في العالم تتذوق لذتها اوروبا ، وبرئة مؤكسدة تحتاج إلى شمة أوكسجين أزقة مراكش الحبيبة ، فذنوبنا برقابكم يا أصحاب القرارات السياسية ،وقد تجلببتم بجلودنا وتحكمتم برقابنا ، وضيعتم هيبتنا بسياساتكم الديماغوجية المكشوفة بمجالسكم الدنيئة ( الثيوغرافية ) وسرقتم منا كل شيء ما عدا الدمعة والبسمة البخيلة وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي البؤس والشقاء والأسى والندم على ما أبتلينا به من ممثلي الأمة في هذا الزمن الأغبر ، وبإسم السياسة مدينة مراكش تستغيث وتبكي دما ، طبقتم سياسة الأرض،ونسيتم سياسة السماء ،كم من يتيم يبكي ألما ، وكم من مريض يتألم ، وكم من ارملة تتنهد عارضة امرها الى الله في نص الليالي ، كم من عاطل يتوكل ويسند امره الى الله ، كل هذا في ظل السياسة المسرطنة التي تعود على المواطن بالفقر والتهميش ، بدون رقيب ولا حسيب أو خوف من الله والضمير الميت والقانون المغيب أصلاً وطرد للعقول وخزينة مصفّرة وديون مشروطة وثقيلة وسيادة مغيّبة تماماً ، والسياسة الفاشلة السوداء التي تتدنى يوما بعد يوم ،تصفيات حسابات ، مصالح شخصية ،تشتيت الامة عبر الجمعيات ، حتى اصبحنا ننهج سياسة الاقصاء والتفرقة وسياسة فرق تسد ،نعم وألف نعم وأقولها وأكررها بفضل السياسة القدرة اصبحت مدينة مراكش تفقد هويتها التاريخية وتستنجد ليلا ونهارا ،هل من منقذ؟
وأما نفوذ وسطوة المرجعية السياسية بمدينة مراكش ، والسياسيون الذين ابتلينا بهم وأمناهم على هذه المدينة الحبيبة وسلمناهم مقاليد التسيير، تسيير هذه المدينة فكأنهم ليسوا ابناء هذا الوطن ، اوكانهم يفتقدون الحس والغيرة عن هذا الوطن ،كانهم يفتقرون لروابط الانتماء للوطن الحبيب والولاء للمجتمع، نعم المجتمع الذي اعطاهم كلمته ومنحهم السلطة والكرسي والمكانة ، الوطن الحبيب، نعم الوطن الحبيب الذي جمعنا في حضنه ومنحنا اسمه وحنانه ، نعم وكأنهم يفتقرون لروابط الإنتماء للوطن الحبيب الذي يحتاج الى أناس مخلصين اوفياء للعمل جنبا الى جنب ملك البلاد الذي يسهر الليالي مجندا لخدمة وحماية رعيته ابناء هدا الوطن.
بالله يا أهل مدينتي الحبيبة مدينة مراكش ، و يا أبناء بلدي المغربي الحبيب اجيبوني بكل مصداقية : اين هم سياسيو هذه المدينة من مسييرين ومعارضة ؟ ماذا أعدوا لانقاد هذه المدينة وانقاذ اهلها من الفقر والتهميش. ماذا قدموا لهذه المدينة وماذا جنوا لانفسهم في ظل جائحة كورونا؟
لماذا لم نر يوما سياسيا واحدا عقد مؤتمرا شعبيا خطابيا واعلاميا ليجرد حصيلته امام المجتمع، الحصيلة بكل سلبياتها وايجابياتها.
سالت رجلا مراكشيا ملاحظا ومهتما بالشان المحلي، نفس السؤال، فاجابني بتاسف وحرارة ، “سياسيو مراكش راهم خدامين تيجمعوا العدة والتكتل، حطمني نحطمك ،كل مجموعة باقي تتقلب كيفاش الدير بلاصتها و اتحطم الاخرى والضحية هو المواطن والمدينة”
ان الوضع السياسي الراهن بمدينة مراكش يعاني من مرض خطير يصعب علاجه ،حيث الداء لم يتوقف عند بعض السياسيين ولكن حاولوا ان ينقلوا هذا الداء الى بعض جمعيات المجتمع المدني لكسب الحشد والعدة والقوة ، دون ان تعي هذه الجمعيات بخطورة الوضع التي تعاني منه المدينة والبلاد بصفة عامة ، لكن التاريخ لن يرحم أحدا … التاريخ يدون ويسجل ، و حقوق الأمة لن تضيع ، فهناك محكمة قدسية الأحكام والميزان يترأسها : رب عادل لايضيع أحدا ، يومئد عند ربكم تختصمون.