دي ميستورا ..الجزائر تحتجز صحراويين يرغبون في العودة إلى وطنهم

17

- Advertisement -

جميلة البزيوي

في تطور لافت لمسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، قدّم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، إحاطة أمام مجلس الأمن بنيويورك، أمس الاثنين، كشف من خلالها عن تحول نوعي في مواقف القوى الكبرى، و خاصة الولايات المتحدة، تجاه مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط، في مقابل استمرار الجمود و التصعيد في الموقف الجزائري. فخلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن بتاريخ 8 أبريل، أعاد وزير الخارجية الأمريكي التأكيد على دعم بلاده لمقترح “الحكم الذاتي الجاد” في إطار سيادة المغرب، معتبراً إياه أساساً لحل “متوافق عليه” للأزمة، في تأكيد جديد على موقف واشنطن الذي أرساه الرئيس ترامب سنة 2020، و لا تزال إدارته الحالية تتبناه و تعمقه.

الأهم في هذا اللقاء، وفق دي ميستورا، أن واشنطن عبّرت عن استعدادها للانخراط المباشر في تسهيل حل سياسي قائم على التوافق، مشيرة إلى أن هذا الانخراط سيتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة و بتوجيه من مجلس الأمن، في ما يشكل ضربة إضافية للأطروحة الانفصالية التي تروّج لها الجزائر. و في المقابل، تحدث دي ميستورا عن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان بارو إلى الجزائر في 6 أبريل، و هي زيارة تمت دون الإشارة مباشرة إلى ملف الصحراء، رغم أنها جاءت في سياق التوتر الإقليمي، و بتنسيق مسبق بين ماكرون و تبون. غير أن غياب أي مضمون واضح أو تحوّل في الموقف الفرنسي، يبرز، وفق مراقبين، مدى ارتباك الجزائر في توظيف علاقاتها الخارجية لخدمة أجندتها بخصوص الصحراء.

لم يُخفِ دي ميستورا قلقه من تدهور العلاقات الجزائرية المغربية، مؤكداً أن استمرار إغلاق الحدود، و غياب التواصل الدبلوماسي، و تزايد التسلح في المنطقة، كلها عوامل تهدد الاستقرار الإقليمي و تؤثر سلباً على جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى حل سياسي دائم. و في هذا السياق، شدّد المبعوث الأممي على أن تطبيع العلاقات بين الجزائر و المغرب يُعد شرطاً أساسياً لنزع فتيل التوتر و ضمان نجاح أي مسار تفاوضي. و خصص دي ميستورا جزءاً من مداخلته لزيارته الأخيرة لمخيمات تندوف، حيث التقى بمسؤولين أمميين و منظمات مدنية، و استمع لمعاناة المحتجزين الصحراويين، خصوصاً النساء و الشباب. و نقل شهادات صادمة حول تراجع الحصص الغذائية، و انعدام الأفق، و الحرمان من حق العودة، و هي أوضاع يتحمل مسؤوليتها المباشرة النظام الجزائري الذي يحتضن المخيمات على ترابه و يتحكم في مصير ساكنتها.

و استشهد المبعوث الأممي بكلمات مؤثرة لشابة صحراوية عبّرت عن حلمها في أن تُدفن في وطنها لا في صحراء تندوف، في إشارة إنسانية قوية تُحرج الجزائر و تساءل استمرارها في تغذية الانفصال و احتجاز آلاف الصحراويين في ظروف لا إنسانية. و اختتم دي ميستورا إحاطته بدعوة مجلس الأمن إلى استثمار الأشهر الثلاثة المقبلة لإطلاق دينامية سياسية جديدة، مدفوعة بانخراط نشيط من الأعضاء الدائمين، خاصة الولايات المتحدة، معتبراً أن دورة أكتوبر 2025 قد تشكل منعطفاً حاسماً في الملف إذا ما تم توفير الزخم الدبلوماسي اللازم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ajleeonline.com