جميلة البزيوي
قالت فوزية عسولي الناشطة الحقوقية و خبيرة النوع الاجتماعي، خلال مشاركتها في ندوة لمؤسسة الفقيه التطواني، مساء اليوم الأربعاء،أن القوانين المغربية و في مقدمتها مدونة الأسرة لا بد لها من الخروج من الازدواجية في المعايير، و أن تأخذ بعين الاعتبار التحولات الواقعة في المجتمع، بما يفضي إلى احترام الحقوق الفردية و المساواة بين الجنسين. و شددت عسولي على ضرورة مراجعة جميع القوانين المتعلقة بالحريات و حقوق النساء، بما في ذلك إعادة النظر في منظومة الإرث، معتبرة أن الأحكام و التشريعات الجاري بها العمل كانت ملائمة للبنيات السابقة، إلا أنها غير ملائمة للأوضاع الحالية، بل و هي مجحفة في حق النساء و تحدث ضررا لهن .
و أكدت عسولي أن المغرب يشهد عددا من التحولات الفارقة بينها بروز الفردانية، و التحول نحو التضامن الذي تضمنه الدولة و ليس العائلة، في حين أن البنيات و المؤسسات و التشريعات لازالت تعمل بعقلية المجتمع القديم . و اعتبرت عسولي أن المغرب أعطى أهمية بالغة للإصلاح السياسي و الاقتصادي، لكن المسألة الثقافية تم إهمالها أو إعطاؤها أقل من الاهتمام اللازم، مع طغيان التوافقات السياسية على تدبير هذا الملف، الأمر الذي لم يمكن من إحداث طفرة نوعية تفضي إلى تحرير الطاقات، و من بينها النساء باعتبارهن نصف المجتمع.