مديحة ملاس – باحثة في الشأن الاجتماعي
بعد أن هدأت زوبعة النشر والتوزيع في صور رجل مراكش ، وتفرج العالم على مقاطع جوقة رجال يرجمون مواطنا جردوه من ملابسه وطافوا به أزقة مراكش يتوسطهم رجال أمن لا يحركون ساكنا وقد تناقلتهم عدسات كاميرات “الباعوض الإلكتروني” ، وخيل لي أنهم أمسكوا ب”بوحمارة الجلالي” فلا تسمع إلا قذفا وشتما ونهلا بكل قواميس العار الكوني ، حدث تدحرج ككرة ثلج سوداء جر معه سيلا عرمرما من الفتاوي و الخرجات التواصلية المستنكرة لكنها عادت للتضامن مع المتهم الضحية الذي تسربت صوره و وثائقه الخاصة والشخصية من قلب مخفر الأمن وكأن الإدارة تحولت إلى كروب تواصلي لتوزيع الأخبار وتفريق الصور أو تسريبها مع سبق إصرار ونية ، ليطرح السؤال : أين هبة الدولة الإدارية وهل تحول بعض الموظفين في زمن المسخ الإلكتروني إلى مراسلين يبحثون عن السبق الصحفي أو يبيعونه تحت الدف ؟ ما هكذا تكون التسريبات يا رجلا أوكلت إليك مهمة السرية الإدارية ، وكيف بعد الذي حصل لمثلي مراكش أن تكبر الثقة بين المواطن والإدارة وأين حقوق المتهم قبل أن تثبت الإدانة ؟
فعلا “الرجل” قال و استنكر ، قال و استفسر ، و تساءل “لماذا نكر بي في حضور رجال الأمن؟” … و ما دخل وثائقه في الأمر حتى تجوب العالم و ليس في الأمر أي تهمة تستحق هذا الفضح ، و حتى و إن كانت فالقضاء أولى بإصدار حكم عن فعل التهمة أو الجرم .
قد يعتقد القارئ أننا موكلون للدفاع عن المعني المراكشي ولكن لسنا في محط التأهيل لذلك ولسنا كهؤلاء كفقهاء التواصل الاجتماعي، رجالات النصح المجاني، صيادي فرص الكاميرات، مجموعات قتل الوقت القاطنين في صندوق الهاتف والموظفين في شركات التوزيع المجاني، سفراء الفضيحة و “باعوض نشر فيروسات” الحوادث… أليس هذا هو ما أنتم عليه عاكفون من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ؟ ألم تقرءوا “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين” ، وهل بعد كل هذا الفضح الرخيص انتهى أمر المثليين في المغرب ؟ وهل مراكش ليس فيها غير رجل اصطادته الظروف ليصبح بضاعة كاميراتكم ؟ كم من الأطفال بيعوا لسماسرة الرذيلة وتجار جنس الأطفال ؟ كم من اغتصابات وهتك للعرض تحصل في الحمراء في ليالي صفراء فاقع لونها لا تسر الأخلاق ولا القيم ؟ وكم تقضون من الوقت في قنوات “اليوتوب” لمشاهدة مثليين أمام الشاشة يصرحون، يرقصون و يغنون. و ما قولكم في من تحول جنسيا “بلعلالي والخيل تشالي” ولا تعليقات ولافتاوي ولاهم يحزنون ؟ كم وكم وكم يكفيكم من الوقت المقتول بين أياديكم وأصابعكم تفعل جرم التشهير والتوزيع والتقريع بينكم ؟ هناك من الأمر ما يستدعي صحوتكم… هناك قضايا الشأن العام في حيكم ومدينتكم تغتصب يوميا عن طريق صفقات مشبوهة وميزانيات أموال خزينة الدولة توزع بلغة “سيدي قاسم” أمام عيونكم وانتم في غفلة أهل الكهف… وكم من المشاريع التي أنتم معنيون بها ظلت مسجونة في ملفات وأنتم عن أمرها غافلون .
لقد ألفتم فضائح الجنس وصور القتل والمشاجرات وتوقف عداد أدمغتكم في علامات “قف” الخضراء المسموح لها بالمرور إلى وعي وطني جديد يمسح عنكم زمن الخنوع والركون الى مقاهي تنتظرون فيها فضيحة تشغلكم ماتبقى من سويعات يومكم الذي مل هاتفا صنع من أجل مصلحة نافعة وتحول بين ايديكم إلى قنابل الفضح التي تضر بهذا الوطن الذي لازال ينتظر جيلا يفهم معنى المواطنة و يخشى على أمنه الاجتماعي والقومي جيلا يفهم أن عقارب الساعة تدور وقد تتحول إلى طاحونة تقسم ظهره قسمين ومن بعدها لن تنفعه “يا ليثني قدمت لحياتي”…..