شهد قطاع المطاعم تحولاً رقمياً هائلاً يُعزى بشكل رئيسي إلى جائحة كوفيد-19، ومن المتوقع ارتفاع إيرادات طلب الطعام عبر الإنترنت إلى 28.5 مليار دولار بحلول العام 2024 وفقاً لموقع Statista. و بينما نفهم ملامح الوضع الطبيعي الجديد، يُحدّثنا رُوّاد الأعمال من أمثال تامر الخياط ليخبرونا كيف تمكنوا من البقاء والازدهار في كل التحديات التي تواجه القطاع. برز الطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص كأداة فعالة في القطاع غيّرت أسلوب تفاعل العملاء مع مطاعمهم المفضلة وطريقتهم في طلب الوجبات. وبصفته أحد قادة القطاع، يُقدّم تامر عبر تجربته العديد من الرؤى القيّمة للراغبين بالاستفادة من هذه النقلة الرقمية. و في خطوة للاطلاع على أفكار قابلة للتطبيق حول استراتيجيات الأعمال الحديثة، أجرى بين موفلارد، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة شات فود (التي استحوذت عليها دليفركت مؤخراً)، حواراً صريحاً مع تامر الخياط، رائد الأعمال الشهير والمؤسس المشارك والعقل المبدع خلف علامة PINZA!، التي تمكنت من ترسيخ مكانتها في قطاع المطاعم. وتضمن الحوار الملهم نقاشاً حول دور الطلب عبر منصات التواصل الاجتماعي في رسم ملامح المشهد الحالي والمستقبلي لأعمال المطاعم.
PINZA! – تصور جديد لتجربة البيتزا!
يتجاوز نجاح PINZA! تقديم الأطباق ذات المذاق الرائع، إذ أن نهج العلامة المبتكر للاستفادة من التقنيات، يلعب دوراَ هاماَ في مسيرتها. وقال تامر في هذا السياق: “تعتمد المزايا المتحققة من استخدام تقنيات مثل نظام الطلب .عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دليفركت، على كيفية استعمال مشغلي المطاعم لهذه التقنيات، فالهدف هو الاستفادة من القنوات المباشرة و الاستثمار في المحتوى”. و إلى جانب تقديم الأطباق ذات الجودة الممتازة والمذاق الرائع، أدركت PINZA! الحاجة الملحّة إلى التسويق الاستراتيجي في عالمنا الرقمي المعاصر. إذ يشير مؤشر Sprout Social إلى أن 89% من المستهلكين يشترون من العلامة التجارية التي يتابعونها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بينما يختار 84% منهم تلك العلامة بدلًا من منافسيها. ومن هذا المنطلق، دمج فريق PINZA! بذكاء إمكانات الطلب عبر منصات التواصل الاجتماعي في استراتيجيتهم للنمو. ويقول تامر: “تعتمد صعوبة أو سهولة تلك العملية اعتماداً كبيراً على الجهود التي يبذلها المطعم لفهم السمات الديموغرافية للعملاء وإنشاء المحتوى الذي يلبي احتياجات تلك الفئة تحديداً”. إن الدمج المدروس بين الجودة والتسويق الذكي هو ما دعم PINZA! لتصبح قصة نجاح في عالم المطاعم العصرية، فقد استفادت العلامة من الطلب عبر منصات التواصل الاجتماعي لتحقق الكفاءة في أسواق المستهلكين الرقمية، وتعزز مكانة العلامة والثقة بها. وأضاف تامر: “في عصرنا الرقمي، كلما ازداد تواجدك عبر الإنترنت ازداد عدد الطلبات التي ستتلقاها.”
الإمكانات الواعدة للطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي
في ظل التطور المستمر في العصر الرقمي، أصبح تسخير قوة الطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي استراتيجية ذات أهمية حيوية للمطاعم التي تسعى للتوسع في نطاق وصولها وزيادة مبيعاتها. وهذا النهج المبتكر يزيد من قدرة العملاء على طلب وجباتهم المفضلة مباشرة من منصات التواصل الاجتماعي التي يفضلون التعامل من خلالها. وبينما تواصل تطبيقات طلب الطعام عبر الإنترنت اكتساب الإقبال وتتسع قاعدة عملائها رقمياً، يوفر الاستخدام الاستراتيجي للطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة فريدة تتيح للمطاعم التواصل مع عدد أكبر من العملاء ورفع حجم مبيعاتها. لقد ظهر نظام الطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دليفركت ليغيّر ملامح القطاع في خضمّ التطورات التقنية المتواصلة. فمن خلال تمكين متابعي المطاعم على فيسبوك وإنستغرام ليتحولوا إلى عملاء بسلاسة تامة، فإن دليفركت تنقل عملية الطلب مباشرة إلى حسابات تلك المطاعم في منصات التواصل الاجتماعي، وهي مقاربة تدمج الطلبات عبر الإنترنت بشكل انسيابي وتسمح للمطاعم الاستفادة من كامل إمكانات القنوات الاجتماعية والاستفادة من أدوات التسويق الفعالة الخاصة بها لدفع عجلة النمو. و يحتاج الأمر للوصول إلى التوازن الأمثل بين استخدام منصات الطرف الثالث و بين استقطاب الطلبات المباشرة.
كما يتضمن نظام الطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دليفركت عدداً من الخصائص المبتكرة، ومنها زر “طلب الطعام” والملصقات التي تظهر في خاصية الستوري لتحوّل كل تفاعل إلى فرصة للبيع. تتيح تلك الأدوات للعملاء سهولة مشاركة المحتوى وطلب الطعام دون الحاجة لمغادرة منصة التواصل الاجتماعي، وبالتالي الاستمتاع بتجربة سهلة وسلسة. و لمزيد من المزايا التي تضفي جاذبية أكبر على الخدمة، توفر دليفركت كذلك أدوات التسويق الفعالة بالتعاون مع شركة “ميتا”، لتسمح هذه الخاصية للشركات بتحويل كل تفاعل، كالإعجاب والتعليق والمشاركة، إلى فرصة حقيقية للنمو. ومن خلال إنشاء الإعلانات المستهدفة بواسطة أدوات ميتا المتطورة للأعمال، يصبح بوسع المطاعم الوصول لعملائها في منصات التواصل الاجتماعي التي يقضون أكبر قدر من وقتهم عليها.
كيف تستخدم PINZA! منصات التواصل الاجتماعي لزيادة مبيعاتها
- الأصالة
حققت PINZA! التناغم المثالي مع جمهورها بفضل الحفاظ على أصالة تعاملاتها عبر الإنترنت، من مشاركة قصص ما يحدث خلف الكواليس في المطبخ إلى الرد المباشر على استفسارات العملاء ومقترحاتهم، لتتمكن العلامة من الحفاظ على تواجدها بطابع إنساني شخصي، وهي استراتيجية تعزز الولاء للعلامة لأن العملاء يشعرون بالتواصل الحقيقي معها.
- المحتوى البسيط دون تكلّف
تؤمن PINZA! بأهمية المحتوى الحقيقي دون تكلّف، ولهذا فهي تركز على ابتكار المحتوى الذي يصف عملياتها اليومية وأطباقها الشهية بصدق بدلاً من اللجوء إلى مقاطع الفيديو التي تخضع للكثير من التحرير وتُكلّف مبالغ باهظة. وهذه المقاربة تضمن بقاء الجمهور مهتماً ومتفاعلاً لأنه يشعر بصدق المقاطع التي يرى أنها تصف الواقع وليست مجرد محتوى تسويقي.
- جاذبية الأطباق
لا تكتمل استراتيجية التواصل الاجتماعي لأي مطعم دون وجود الصور ومقاطع الفيديو الجذابة للأطباق التي يقدمها، وهنا يكمن أحد جوانب تفوق PINZA! التي تستخدم الصور عالية الجودة ومقاطع الفيديو الجذّابة لتعرض أطباقها الفريدة من البيتزا وتستقطب اهتمام المشاهدين وتدعوهم للطلب.
خمسة دروس مستفادة من مقابلة تامر
1. أهمية تفرّد العلامة التجارية: يؤكد تامر على الدور الهام لتفرّد العلامة التجارية من أجل الوصول إلى العملاء المحتملين، مشدداً على ضرورة استفادة المطاعم من قنواتها المباشرة والاستثمار في إنشاء محتوى تفاعلي جذّاب يروّج لعلامتها التجارية. وتتجلى أهمية هذه الجهود في مواجهة المنافسة الحاصلة على قنوات طلب الطعام، مثل أوبر إيتس أو دور داش، والتي تقوم بحملات تسويق ضخمة. ولهذا فإن تفرّد العلامة التجارية يساعد في تحقيق التميّز للمطعم وزيادة شهرته، ويساعد في استقطاب مزيد من العملاء بسبب ثقتهم وأُلفتهم مع العلامة.
2. فهم السمات الديموغرافية للعملاء: يؤكد تامر على أن نجاح استراتيجية التواصل الاجتماعي للمطعم تعتمد اعتماداً كبيراً على فهم السمات الديموغرافية للعملاء، والذي يعني إنشاء المحتوى الذي يلقى صدى لدى الجمهور المستهدف بشكل يعزز تفاعل العملاء ويرفع المبيعات.
3. ضرورة وجود استراتيجية قابلة للتكيف للتسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي: يقول تامر أنه لا توجد نهج واحد يناسب الجميع فيما يخص استراتيجيات منصات التواصل الاجتماعي، فالمشهد الرقمي متغير باستمرار، وعلى الشركات أن تطور استراتيجياتها بما يتناسب مع أسلوبها الفريد، لأن ما يناسب مطعماً قد لا يناسب آخر، والعنصر المهم هنا هو معرفة ما ينجح مع مطعمك وعملائك.
4. بناء العلاقات مع العملاء وإدامتها عبر الإنترنت: يرى تامر أن إيجاد علاقة متينة مع العملاء عبر المنصات الإلكترونية أمر مهم لدعم الولاء تجاه العلامة التجارية. ويتضمن ذلك الرد على مقترحات العملاء وآرائهم، والتعامل مع ما يقلقهم، والتواجد المستمر عبر الإنترنت. وهو يؤكد على أن تجربة العملاء الرقمية يجب أن تعكس الضيافة التي يتسم بها المطعم عادة، بشكل يعزز الولاء ويؤدي إلى نشر السمعة الحسنة للمطعم والترويج له.
5. قيمة امتلاك بيانات العملاء: يركّز تامر على أهمية امتلاك بيانات العملاء، وبخاصة للشركات في قطاع الأغذية والمشروبات، إذ تسمح تلك البيانات للشركات بالحصول على فهم أفضل لعملائها وبالتالي تصميم منتجاتها وخدماتها وفقاً لتفضيلاتهم. كما أنه من المهم تنويع مصادر البيانات، إذ يوفر التنوّع منظوراً أوسع وأساساً أقوى لصنع القرارات.
وفي الختام، تمثل قصة نجاح PINZA! حالة ملهمة للعاملين في قطاع المطاعم و الراغبين بتحقيق أثر رقمي ملموس. لا شك في إن الاستفادة من أنظمة الطلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و تقديم علامة تجارية مقنعة عبر الإنترنت، والاستفادة من حلول النمو الشاملة مثل دليفركت، لعبت دوراً فعالاً في نمو علامة PINZA!. ويلخّص تامر بقوله: “إن استثمار الوقت والجهد في فهم العملاء وتنفيذ الأنظمة لتعزيز تجربة الطلب عبر الإنترنت لا يقتصر على كونه جانباً من التوجه الحديث، بل يشكل حجر الأساس لاستراتيجية رقمية ناجحة، ويلعب دوراً حيوياً في تعزيز نمو الأعمال وولاء العملاء لفترات طويلة”. وتؤكد هذه الرؤية أهمية تطور المطاعم لمواكبة العصر الرقمي وإيجاد طرق مبتكرة باستمرار للتواصل مع عملائها و خدمتهم.