من الصداقة إلى العداوة المريرة.. صراع علني بين ترامب و إيلون ماسك

22

- Advertisement -

جميلة البزيوي

شهدت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب و الملياردير التقني إيلون ماسك تحولاً كبيرا، من صداقة حميمية، إلى عداوة مريرة. في البداية أبدى ماسك دعماً صريحاً لترامب عقب محاولة اغتيال فاشلة في منتصف 2024، و تكررت اللقاءات بينهما في مناسبات انتخابية، تبعتها مشاركة مباشرة لماسك في إدارة شؤون الحكومة من خلال دائرة جديدة أُنشئت خصيصاً تحت مسمى دائرة كفاءة الحكومة، في إطار حملة ترامب لتقليص البيروقراطية الحكومية. غير أن هذا التحالف الذي انطلق بقوة بدأ بالتآكل مع مطلع عام 2025، إذ واجه ماسك انتقادات بسبب تمدده المفرط داخل المؤسسات الحكومية، و بدأت تتصاعد التوترات مع ترامب بعد اعتراض ماسك على مشروع إنفاق حكومي ضخم وقّعه الرئيس، وصلت الخلافات ذروتها في يونيو، حين تبادل الطرفان الانتقادات اللاذعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، و هدد ترامب بسحب العقود الحكومية من شركات ماسك، هكذا تحولت العلاقة التي بُنيت على الانسجام و المصالح المشتركة إلى صراع مفتوح يعكس هشاشة التحالفات السياسية حتى بين أقوى الشخصيات.

و قد كشف الخلاف غير المسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي بين ترامب و ماسك، يوم الخميس الماضي، علنًا عن تصدع العلاقة الوثيقة التي جمعتهما في السابق. و عن كيفية وصول ترامب و ماسك إلى هذه النقطة، فخلال يوليو 2024 ، أعلن ماسك دعمه العلني لترامب بعد محاولة اغتيال استهدفته خلال تجمع انتخابي في بتلر، بنسلفانيا، و قد نشر ماسك على منصة “إكس”: “أعلن دعمي الكامل للرئيس ترامب، و أتمنى له الشفاء العاجل”. و في أكتوبر2024 ، أجرى ماسك محادثة مع ترامب على منصة “إكس” عبر بث مباشر شابته مشكلات تقنية أدت إلى تأخير استمر قرابة الساعة. أثنى الطرفان على بعضهما البعض خلال نقاش شامل شمل مواضيع مثل نائبة الرئيس حينها كامالا هاريس، و تعامل ترامب مع محاولة الاغتيال، و التغير المناخي.

في أوائل أكتوبر، ظهر ماسك في تجمع انتخابي لترامب في بنسلفانيا، مرتديًا قبعة تحمل شعار “لنجعل أميركا عظيمة مجددًا”. و صرّح بأن ترامب هو المرشح الوحيد القادر على “الحفاظ على الديمقراطية في أميركا”، استمر هذا التقارب العلني، معززًا موقع ماسك في دائرة عودة ترامب السياسية. و بعد إعادة انتخاب ترامب،  في نوفمبر 2024، عُيّن ماسك لقيادة ” دوج” إلى جانب المرشح الجمهوري السابق للرئاسة فيفيك راماسوامي، و قد تأسست هذه الدائرة بموجب أمر تنفيذي بهدف تقليص الإنفاق الحكومي و البيروقراطية. قال ترامب في بيان آنذاك: “هذان الأميركيان الرائعان سيمهدان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، و إلغاء الأنظمة المفرطة، و خفض النفقات غير الضرورية، و إعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية”. و سرعان ما تصاعد الخلاف إلى معركة كلامية شرسة على الإنترنت بين ترامب و ماسك، تبادلا خلالها الاتهامات لعدة ساعات. حيث هدد ترامب بسحب مليارات الدولارات من العقود الحكومية التي تُمنح لشركات ماسك، بينما زعم الأخير أن ترامب لم يكن ليفوز بالانتخابات من دونه.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ajleeonline.com