شيماء علي
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة (اليونسكو) عن إدراج الحناء و تقاليدها المرتبطة بها في مختلف البلدان العربية، بما في ذلك المغرب، ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية. هذا القرار جاء بعد تقييم شامل لهذه العادة التي تمثل جزء مهماً من الهوية الثقافية في العديد من البلدان، حيث تعكس الحناء ليس فقط جوانب الجمال، بل أيضًا الطقوس الاجتماعية و الثقافية التي تحيط بها. و تميزت تصاميم الحناء في المغرب بتنوعها بين المناطق، حيث تحمل كل منطقة خصوصياتها الثقافية. في شمال إفريقيا، و خصوصًا في الثقافة الأمازيغية، نجد أن الوشوم التي تُرسم بالحناء تتسم بأشكال هندسية تقليدية، بينما تتجه تصاميم الحناء في شبه الجزيرة العربية إلى الزهور و التفاصيل الأكثر جرأة. هذا التنوع يعكس الفوارق الثقافية التي جعلت من الحناء طقسًا ذا رمزية واسعة، يتضمن أحيانًا أغنيات و حكايات شفهية تُروى أثناء تزيين الأيدي.
و حصلت الحناء على دعم كبير من الدول العربية، بما في ذلك المغرب، الذي كانت له مشاركة بارزة في ترشيح هذا العنصر الثقافي. و قد أشادت اليونسكو بالدور الذي تلعبه الحناء في تعزيز التقاليد الاجتماعية، مؤكدة على أهمية المحافظة على هذه الممارسات الثقافية الفريدة. في هذا السياق، تواصل اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاتها في أسونسيون، حيث تم تقديم العديد من الترشيحات لزيادة التنوع الثقافي في قائمة التراث.