شيماء علي
احتضنت القنصلية العامة للمغرب في بروكسيل، أمس الجمعة ، العرض ما قبل الأول للفيلم القصير “الهروب 1944” للمخرج المغربي سعيد حسبي، تكريما لجنود مغاربة تميزوا بشجاعتهم خلال المعارك ضد النازية في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية. و الفيلم مستلهم من أحداث واقعية، و يسلط الضوء على شجاعة الجنود المغاربة، مع التأكيد على ضرورة صون ذاكرتهم الحية، كما يعكس قيما إنسانية نبيلة تظل ثابتة حتى في أكثر اللحظات قتامة من التاريخ.
و قد تم تصوير الفيلم في بلجيكا، و يشارك في بطولته بوجمعة البطيوي، و ريك تيرموت، و عبدو غفاري إنوسا، و فيليب سيدوف، و فانسون لامبريكس. و يستند السيناريو إلى القصة الحقيقية لوالد المخرج سعيد حسبي، و هو أحد قدماء المحاربين المغاربة الذين شاركوا في تلك الحرب. و في كلمة بالمناسبة، قال القنصل العام للمغرب في بروكسيل، حسن التوري، إن هذا العرض يشكل مناسبة لإماطة اللثام عن “موضوع ظل مجهولا لدى الكثيرين، و فصل من التاريخ طاله التهميش لفترة طويلة، و مغامرة إنسانية نبيلة و شجاعة لم تنل ما تستحقه من تمجيد”، مشددا على أن الأمر يتعلق بالدور البطولي الذي اضطلع به الجنود المغاربة في محاربة النازية و الدفاع عن الحرية.
و أضاف التوري أن هذا الفيلم يكتسي أهمية خاصة لما يحمله من دلالات رمزية و عمق تاريخي، و لكونه يجسد واجب الذاكرة، مشيرا إلى أن هذا الحدث يبرز الالتزام التاريخي للمغرب بقيم كونية، و يؤكد على ضرورة نقل هذه الحقائق التاريخية إلى الأجيال الصاعدة وفاء لذكرى الجنود المغاربة الذين ضحوا من أجل الحرية. من جهته، أبرز المخرج سعيد حسبي أن إنجازه لهذا العمل الفني يندرج في إطار الوفاء لواجب التوثيق لهذه الذاكرة و سردها بهدف إحيائها و نقلها، لاسيما إلى الأجيال الشابة، مبرزا أن هذا المشروع يكتسي بالنسبة إليه طابعا شخصيا، لكونه يتعلق بتاريخ والده.
و قال: “إن الجنود المغاربة في الحرب العالمية الثانية هم أبطال التاريخ، و ذاكرتهم تستحق أن تخلد بمختلف الأشكال الفنية”. يذكر أن سعيد حسبي، المزداد بمدينة مراكش سنة 1966 و المقيم في بلجيكا منذ سنة 1996، هو مخرج و كاتب سيناريو و ملحن موسيقى للأفلام. و فيلم “الهروب 1944” ثالث أعماله السينمائية القصيرة، بعد فيلم “أحلام”.
