جميلة البزيوي
أثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيليو، جدلا واسعا، عقب رفض الجزائر استقبال أول مجموعة من المرحلين الذين كانت فرنسا قد قررت ترحيلهم. ففي تصريحات وزير الداخلية الفرنسي قال:” أعتقد أن فرنسا لن تتحمل هذا الوضع لقد وصلنا إلى عتبة مثيرة للقلق للغاية مع الجزائر لأنها تريد إذلالنا”. مضيفا،” سنحافظ على أعصابنا لكن لن نستطيع أن نتسامح مع هذا الوضع”، مشيراً ،”سيتعين علينا أن نلجأ لكل الوسائل الممكنة فيما يتعلق بالجزائر التي تجاوزت كل الحدود”.
و حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس،أن السلطات الجزائرية رفضت استقبال المؤثر الجزائري نعمان بوعلام، المعروف بـ”دولامن”، و يبلغ من العمر 59 عاماً، من الأراضي الفرنسية، تطبيقاً لقرار إداري يقضي بطرده من التراب الفرنسي و إلغاء إقامته في فرنسا، و ذلك بعد توجيه تهم له بالتحريض على العنف بحق ناشط يقيم في الجزائر، يدعى محمد تاجديت، كانت السلطات الجزائرية قد اعتقلته أكثر من مرة بسبب مواقفه و كتابته منشورات معارضة. و لم يصدر أي بيان أو تأكيدات من الجانب الجزائري حول عملية الترحيل و دوافع رفض استقباله .
و من المتوقع، بحسب وسائل إعلام فرنسية، أن تحاول السلطات الفرنسية طرد و ترحيل عدد آخر من المؤثرين الجزائريين من فرنسا باتجاه الجزائر بعد إلغاء بطاقات إقامتهم في فرنسا و بدء إجراءات سحب جنسيتهم الفرنسية التي حصلوا عليها، وسط ترجيحات بعدم تعاون الجزائر مع باريس في عملية الترحيل، و رفض استصدار موافقة و وثيقة الترحيل من القنصليات الجزائرية في فرنسا، حيث كانت الحكومة الفرنسية تشكو أصلاً منذ نهاية عام 2021 من عدم تعاون الجزائر معها في ترحيل المهاجرين الجزائريين المقيمين بطريقة غير قانونية في فرنسا.
و بلغ عدد الموقوفين من المؤثرين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا حتى الآن ستة، آخرهم صوفيا بليمان، المتوقع ترحيلها إلى الجزائر، و التي فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً بحقها في قضيتين، بتهم “التحريض على الكراهية”، إضافة إلى خمسة آخرين تجري ملاحقتهم، بعد التوصل إلى فيديوهات سابقة كانوا قد نشروها، و تم الإبلاغ عن محتواها أخيراً. و وجهت السلطات الفرنسية إلى المؤثرين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الموالين للسلطة الجزائرية، تهماً بـ”التحريض على العنف و الاغتصاب و الكراهية و الإرهاب”، ضد نشطاء جزائريين معارضين للسلطة يقيمون في فرنسا، في أعقاب إطلاق هؤلاء دعوات إلى تظاهرات مناوئة للسلطة في الجزائر.