شيماء علي
أثار فيلم ” خرائط للنجوم”، الذي تم عرضه في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش جدلا واسعا، حيث احتوى على مشاهد اعتُبرت استفزازية، خصوصا فيما يتعلق بتصوير المثلية، إذ في اللحظات الأولى من العرض، غادر عدد من الحضور القاعة بسبب انزعاجهم من طريقة عرض بعض لقطات الفيلم، مرجحين أن بعض المشاهد كانت جريئة للغاية، و على الرغم من أن الفيلم يُصنف ضمن أفلام المؤلف التي غالبا ما تميزها الجرأة، فإن فيلم ” خرائط للنجوم”، اختار المخاطرة بمناقشة مواضيع اجتماعية و جنسية حساسة، ما جعل تصوير العلاقات المثلية يبدو لبعض المشاهدين جريئا و مزعجا، مما أثار حالة من عدم الارتياح بين عدد من الحاضرين.
و تم عرض الفيلم، الذي لاقى ردود فعل قوية نتيجة لما تضمنه من مشاهد جريئة، في قاعة السفراء بقصر المؤتمرات، و هو من إنتاج دولي مشترك، و من إخراج ديفيد كروننبرغ عام 2014. الفيلم الذي يتضمن مشاهد من العري الجريء، بدا أنه يعتمد على الإثارة على حساب العمق السردي، حيث يظهر أن الاستخدام المفرط لهذه المشاهد، بدلا من أن يخدم القصة، كان محاولة لشد انتباه المشاهد دون مبرر فني حقيقي، بحسب شهود عيان شاهدوا هذه اللقطات المثيرة للجدل، كما رأى هؤلاء الشهود أن السعي وراء الإثارة والابتعاد عن أي تأمل في موضوعات مثل “الجنسانية” أو الخصوصية يُعد نهجا كسولا في السينما، حيث لا يرتقي إلى مستوى العمل الفني الجاد، بل يقع في فخ الاستفزاز المجاني.
و تُختار الأفلام التي تُعرض في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عادة بناءً على قدرتها على التفاعل مع الحساسية الثقافية والمعايير المحلية. و على الرغم من أن المهرجان يهدف إلى تحدي القيم الاجتماعية، إلا أنه يواجه مقاومة غالباً في ما يتعلق بالتمثيل المفتوح لبعض المواضيع المرتبطة بالأقليات الجنسية، كما تُظهر ردود فعل الجمهور مدى قدرة مسألة العلاقات العاطفية بين الأشخاص من نفس الجنس على إثارة نقاشات حادة.