سقوط حكومة بارنييه يضع فرنسا وأوروبا أمام أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة

22

- Advertisement -

جنة بوعمري

أطاحت الجمعية الوطنية الفرنسية بحكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه في تصويت تاريخي بحجب الثقة، للمرة الأولى منذ عام 1962، بعد أقل من ثلاثة أشهر على توليه المنصب، و جاء هذا القرار نتيجة رفض البرلمان سياسة التقشف التي تبنتها الحكومة في ميزانية عام 2025، واستخدام بارنييه المادة 49.3 من الدستور لتمرير مشروعه دون تصويت، مما أثار استياء الفصائل اليمينية واليسارية المتطرفة و وحد صفوف المعارضة ضد الحكومة. و مع سقوط حكومة بارنييه، يجد الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه أمام مهمة معقدة لتعيين رئيس وزراء جديد قادر على تأمين الدعم في برلمان شديد الاستقطاب، حيث تشير التكهنات إلى أسماء بارزة مثل وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو و فرانسوا بايرو زعيم الحركة الديمقراطية الوسطية، بينما يدفع الائتلاف اليساري بترشيح الخبيرة الاقتصادية لوسي كاستيتس، و مع ذلك، قد يضطر ماكرون لاختيار شخصية تكنوقراطية قادرة على قيادة البلاد في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة.

و يعكس انهيار الحكومة أزمة ثقة متصاعدة داخل فرنسا، حيث يواجه الاقتصاد الوطني تحديات كبيرة، من بينها عجز مالي يقدر بنحو 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، و دوليا، أثارت الأزمة تقلبات في الأسواق المالية الأوروبية، و ضغوطا على اليورو، مما يعقد استجابة الاتحاد الأوروبي للتحديات الاقتصادية العالمية، لا سيما في ظل السياسات التجارية المرتقبة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. و يهدد الوضع السياسي في فرنسا بخلق فراغ قيادي في الاتحاد الأوروبي، في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية، و ضعف فرنسا، إلى جانب المشكلات السياسية في ألمانيا، قد يضعف موقف الاتحاد الأوروبي التفاوضي مع الولايات المتحدة، و يؤثر على تعاون الطرفين في ملفات رئيسية مثل المناخ والدفاع.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

ajleeonline.com