جميلة البزيوي
أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الثلاثاء عن قبول الرئيس إيمانويل ماكرون استقالة الحكومة الفرنسية و تكليف كل منهم بتصريف العاجل من الأمور. و قالت الرئاسة الفرنسية (اليزيه) في بيان، “أن رئيس الحكومة غابريال أتال قدم استقالة الحكومة إلى الرئيس ماكرون و الذي قبلها اليوم الثلاثاء”، و يتولى (أتال) مع أعضاء الحكومة تصريف الأعمال حتى تعيين حكومة جديدة. و أضاف البيان “و لكي تنتهي هذه الفترة في أسرع وقت ممكن فإن الأمر متروك للقوى الجمهورية للعمل معا لبناء وحدة حول المشاريع و الإجراءات في خدمة الشعب الفرنسي”. و تأتي استقالة أتال بعد حلول تكتله النيابي لحزب (النهضة) بزعامة ماكرون في المرتبة الثانية بالانتخابات خلف اليسار و متفوقا على اليمين ما أضفى غموضا على المشهد السياسي في فرنسا. و توفر هذه الفترة الانتقالية أيضا متسعا من الوقت لمختلف التنظيمات السياسية لمحاولة التوصل إلى تسويات و تشكيل تحالفات، و يحاول المعسكر الرئاسي تشكيل غالبية بديلة لليسار.
و تتجه الأنظار مجددا نحو حزب الجمهوريين اليميني و نوابه الأربعين، و اعتبر ماكرون الثلاثاء في مجلس الوزراء أن على معسكره تقديم اقتراح بهدف تشكيل ائتلاف أغلبية أو اتفاق تشريعي واسع النطاق. فيما يستمر الخلاف العميق بين الأحزاب اليسارية في فرنسا بشأن اختيار رئيس الوزراء الجديد، ول ا تزال المناقشات متوترة، بعدما رفض زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلنشون مواصلتها طالما لم يتم التوصل الى مرشح مشترك لمنصب رئيس الجمعية. الوطنية. و كان كل حزب في الجبهة الشعبية الجديدة اقترح عددا من الأسماء لرئاسة الوزراء لكن تم رفضها من قبل عضو واحد على الأقل في التحالف. و أمام عودة التوترات التي ميزت العلاقة بين هذه الأحزاب على مدى سنوات، حذر زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل من المخاطرة بإغراق السفينة. و قال فابيان روسيل “إذا لم نتمكن من إيجاد حل في الساعات و الأيام المقبلة، فستغرق السفينة”.