جميلة البزيوي
بعد شهرين من انقلاب عسكري أطاح بالرئيس محمد بازوم، و بعد ما وقف قادة الانقلاب في وجه فرنسا، حيث طالبوا بوقف التعاون الأمني و العسكري و الاقتصادي مع باريس، مع إعطاء السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة البلاد، قرر إيمانويل ماكرون الانسحاب من غرب أفريقيا. ماكرون وضع فرنسا في موقف لا يحسد عليه، و اضطر الانسحاب ليس من النيجر فقط بل من منطقة الساحل و غرب أفريقيا بالكامل، و هي المنطقة التي كانت تعتبر ملعبا فرنسيا خالصا.
خبراء و مراقبون يرون بأن هناك عدة أسباب وراء تراجع فرنسا عن موقفها من الانقلاب في النيجر، و ربما أبرزها، فشل التدخل العسكري من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي كانت هددت بالتدخل العسكري في النيجر إذا لم يتراجع قادة الانقلاب، لكن هذا التدخل لم يحدث في النهاية، بسبب الخلافات الداخلية بين أعضاء إيكواس، و رفض بعض الدول التدخل العسكري في النيجر. من جهة أخرى تزايد المشاعر العدائية الشعبية تجاه فرنسا و كان ذلك واضحًا و جليًّا فقد أثار الانقلا ب مشاعر غضب عارمة في الشارع النيجري، و خرجت تظاهرات حاشدة تطالب بطرد القوات الفرنسية من البلاد.